top of page

المغرب و فيروس كورونا و التحديات الجيوسياسية

المغرب و فيروس كورونا و التحديات الجيوسياسي: Texte

الإنسان بغريزته يسعى إلى ضمان بقائه. ولن يتأتى له ذلك إلا بتحقيق التقدم العلمي ومواجهة وعلاج الأمراض وإيجاد اللقاحات. وقد عانت البشرية في الماضي من ويلات و أضرار الأزمات الصحية التي لا زالت محفورة في ذاكرتها (مثل أوبئة الطاعون و الأنفلونزا الإسبانية في 1917-1918 ووباء H1N1 سنة 2009 ووباء الكوليرا سنة 2010، الخ). و حاليا أصبح العالم يعاني من فيروس كورونا الذي ظهر لأول مرة في مدينة 'ووهان' بالصين. ثم انتقل منها إلى باقي دول العالم ومنها المغرب الذي اتخذ عدة تدابير داخلية وخارجية لمواجهته.

ظهرت أول حالة فيروس كورونا بالمغرب في 2 مارس 2020  بالدار البيضاء وتتعلق بمواطن مغربي قاطن في إيطاليا وعاد منها للمغرب في 27 فبراير2020، ومع بداية ظهور فيروس كورونا وقبل تفشيه سارعت الحكومة المغربية إلى اتخاذ إجراءات احترازية كانت السباقة في تبنيها مقارنة مع باقي الدول. تتمثل في إغلاق الحدود البرية والجوية وإغلاق جميع المدارس منذ 16 مارس 2020 واعتماد التعليم عن بعد، وإعلان حالة الطوارئ الصحية وفرض الحجر الصحي  بكافة أرجاء المملكة، وإغلاق الفضاءات العامة وإلغاء جميع التظاهرات الرياضية والثقافية. فضلا عن الإنشاء السريع لصندوق تدبير جائحة فيروس كورونا في 16 مارس 2020 لموازنة الضرر الاجتماعي والاقتصادي الناجم عنها، وقد تقبلت جميع مكونات المجتمع خطورة الوضع وضرورة التعبئة من أجل تجاوز الوباء والتحكم فيه ووقفه ولقيت جميع قرارات الحكومة تجاوبا كبيرا. مما جعل المغرب يتلقى إشادة دولية لطريقة تدبيره للجائحة  كما حصل على مساعدات دولية أبرزها  670000 دولار  من صندوق الطوارئ الاحتياطي للأمراض المعدية، التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ،كما أرسلت الصين مساعدات طبية إلى المغرب. 

المغرب و فيروس كورونا و التحديات الجيوسياسي: Texte
sdqdsqsqsqdqdsqsd.JPG
المغرب و فيروس كورونا و التحديات الجيوسياسي: Image

وعلى الصعيد الدولي فإذا كان عددا كبيرا من الدول، كما قال الخبير السياسي إيدي غيبي، "تتحصن خلف حدودها وتسعى لمصالحها الخاصة. فإن المبادرة المغربية تخرج عن نموذج المصلحة الذاتية الذي ساد طوال أزمة الوباء المرتبطة بفيروس كوفيد19.''  وبالفعل فان المغرب، خلال شهر أبريل 2020، قام بمبادرة إنسانية موجهة للدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي مثل ساحل العاج ومدغشقر والسنغال وجيبوتي و الكونغو و النيجر و بوركينا فاسو و غينيا وموريتانيا ومالاوي وتنزانيا وزامبيا وإسواتيني والكامرون وجزر القمر وتشاد ومالي وإثيوبيا بإرساله لهده الدول ما يقرب من 8 ملايين كمامة، و 900000 قناع واق، و600000 غطاءات رأسية بلاستيكية، و 60 ألف عباءة، و 30 ألف لتر من مطهر الأيدي المائي الكحولي، بالإضافة إلى 75000 صندوق من الكلوروكين و15000 صندوق من الأزيثروميسين. وأغلب هذه المنتجات ومعدات الحماية المرسلة إلى البلدان الأفريقية الشقيقة يتم تصنيعها في المغرب من قبل شركات مغربية وتتوافق مع معايير منظمة الصحة العالمية.

المغرب و فيروس كورونا و التحديات الجيوسياسي: Texte
dsqdssdqsdqqsdqsd.JPG
المغرب و فيروس كورونا و التحديات الجيوسياسي: Image

وقد أشاد الوزراء والسفراء الأفارقة، المعتمدون لدى الأمم المتحدة، بهذه المبادرة التي تعد جزءا من ديناميكية المبادرات الدبلوماسية المتزايدة التي يقوم بها المغرب منذ عودته إلى الاتحاد الأفريقي عام 2017. و بالتالي، فهي تعكس التحديات الجيوسياسية الكامنة وراءها والقوة الناعمة التي ينشرها المغرب تدريجياً في القارة الأفريقية. وأكدت وسائل الإعلام المالية "ماليجيت" أنها مبادرة  "تحظى بتقدير كبير على المستوى الأفريقي والأوروبي والآسيوي والأمريكي" و أنها تصور ببراعة  "الروابط التي يجب أن تسود في القارة الأفريقية''.

المغرب و فيروس كورونا و التحديات الجيوسياسي: Texte
sdqsqsdqsdqsd.JPG
المغرب و فيروس كورونا و التحديات الجيوسياسي: Image

وبناء على كل ما سبق، ولمواجهة هذه الأزمة الصحية العالمية الخطيرة المتعددة الأبعاد، يجب الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية للدول التي تحتاج لها، فضلا عن تحلي الأفراد بتدابير الوقاية والسلامة لمواجهة فيروس كرونا الذي ولئن تحكم فيه المغرب في البداية فانه أصبح في تزايد بعد رفع الحجر الصحي و استئناف النشاط الاقتصادي إلى أن يتم القضاء عليه بشكل نهائي بإيجاد لقاح فعال.


مقال محرر من طرف يونس غوتا


Younes RHOUTA

المغرب و فيروس كورونا و التحديات الجيوسياسي: Texte
bottom of page